د. عبد المجيد البيانوني | 24/3/1433 هـ
لقد جعل الله قيم الحقّ والعدل ميزاناً بأيدي العلماء الربّانيّين ، والأئمّة المهديّين ، الذين ائتمنهم على دينه ، وما سواها أهواء متناحرة ، وظلمات مدلهمّة ، وظلم وعدوان ، وبغي وبهتان .. فأوّل مسؤوليّاتهم أن يعلنوا قيم الحقّ والعدل للناس ، ويعلّموهم إيّاها ، وينشروا حقائقها ويشيعوها ، ويبشّروا بها بكلّ وسيلة ، ويدعوا الناس للالتزام بها ، وإيثارها على ما سواها.. وهم في ذلك يقفون على صراط الله المستقيم ، وهديه القويم ، يبشّرون به ، ويدعون إليه ، فإن عجزوا عن ذلك أو ضعفوا فلا أقلّ من أن يلزموا الصمت ، ويعتزلوا الناس ، ولا يعينوا الظالم على ظلمه ، والباغي على بغيه ..
إنّ الأمّة تريد من علمائها أن يكونوا لسانها الناطق بالحقّ ، وقلبها النابض بالإيمان والهدى ، وعقلها المفكّر ، الذي يفقه دين الله ، ويعي الواقع ، بكلّ ملابساته وتعقيداته ، ويُعلّم ويُبصّر ، وأن يكونوا يدها المغيثة في كلّ نازلة ، ورائدها القدوة في كلّ ميدان من ميادين الخير .. ولا نقول هذا الكلام من نسج الخيال ، ففي التاريخ الإسلاميّ وفي الحاضر نماذج مشرقة عن ذلك كلّه ..
والتقوى ثمرة العلم قال اللّه تعالى : { إِنَّما يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبادِهِ الْعُلَماءُ } [فاطر : 28] فلا تقوى إلاّ للعالم فالمتقي العالم أتمّ علمه ، والعالم الذي لا يتّقي كشجرة لا ثمرة لها ، لكن الشجرة المثمرة أشرف من الشجرة التي لا تثمر بل هو حطب ، وكذلك العالم الذي لا يتقي حصب جهنم .
والمراد بالعلماء : العلماء بالله وبالشريعة ، وعلى حسب مقدار العلم في ذلك تقوى الخشية ، فأمّا العلماء بعلوم لا تتعلق بمعرفة الله وثوابه وعقابه معرفة على وجهها فليست علومهم بمقرّبة لهم من خشية الله ، ذلك لأنّ العالم بالشريعة لا تلتبس عليه حقائق الأسماء الشرعيّة ، فهو يفهم مواقعها حقّ الفهم ، ويرعاها في مواقعها ، ويعلم عواقبها من خير أو شرّ ، فهو يأتي ويدع من الأعمال ما فيه مراد الله ومقصد شرعه ، فإن هو خالف ما دعت إليه الشريعة في بعض الأحوال أو في بعض الأوقات لداعي شهوة أو هوى أو تعجل نفع دنيوي كان في حال المخالفة موقناً أنّه مُورّط فيما لا تحمد عقباه ، فذلك الإيقان لا يلبث أن ينصرف به عن الاسترسال في المخالفة بالإقلاع أو الإقلال . وغير العالم إن اهتدى بالعلماء فسعيه مثل سعي العلماء وخشيته متولدة عن خشية العلماء . قال الشيخ أبو محمد بن أبي زيد " والعلم دليل على الخيرات وقائد إليها ، وأقرب العلماء إلى الله أولاهم به ، وأكثرهم له خشية وفيما عنده رغبة "
وَرَجُلٌ تَعَلَّمَ العِلْمَ وَعَلَّمَهُ ، وَقَرَأَ القُرْآنَ ، فَأُتِيَ بِهِ فَعَرَّفَهُ نِعَمَهُ فَعَرَفَهَا ، قَالَ : فَمَا عَمِلْتَ فِيهَا ؟ قَالَ : تَعَلَّمْتُ العِلْمَ وَعَلَّمْتُهُ : وَقَرَأْتُ فِيكَ الْقُرْآنَ . قَالَ : كَذَبْتَ ، وَلَكِنَّكَ تَعَلَّمْتَ العِلْمَ لِيُقَالَ عَالِمٌ . وَقَرَأْتَ القُرْآنَ لِيُقَالَ : هُوَ قَارِئٌ . فَقَدْ قِيلَ ، ثُمَّ أُمِرَ بِهِ فَسُحِبَ عَلَى وَجْهِهِ حَتَّى أُلقِيَ فِى النَّارِ . وَرَجُلٌ وَسَّعَ الله عَلَيْهِ ، وَأَعْطَاهُ مِنْ أَصْنَافِ المَالِ كُلِّهِ ، فَأُتِيَ بِهِ فَعَرَّفَهُ نِعَمَهُ فَعَرَفَهَا ، قَالَ : فَمَا عَمِلْتَ فِيهَا ؟ قَالَ : مَا تَرَكْتُ مِنْ سَبِيلٍ تُحِبُّ أَنْ يُنْفَقَ فِيهَا إِلاَّ أَنْفَقْتُ فِيهَا لَكَ . قَالَ : كَذَبْتَ ، وَلَكِنَّكَ فَعَلْتَ لِيُقَالَ : هُوَ جَوَادٌ . فَقَدْ قِيلَ ، ثُمَّ أُمِرَ بِهِ فَسُحِبَ عَلَى وَجْهِهِ ثُمَّ أُلْقِىَ فِى النَّارِ » .
يقول الله تعالى : {وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِين (175) وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَـكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِن تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَث ذَّلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُون} [الأعراف:176]
ويقول تعالى : {مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَارًا بِئْسَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِ الله وَالله لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِين}[الجمعة:5]
قال صاحب تفسير المنار : هَذَا مَثَلٌ ضَرَبَهُ اللهُ تَعَالَى لِلْمُكَذِّبِينَ بِآيَاتِ اللهِ المُنَزَّلَةِ عَلَى رَسُولِهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى مَا أَيَّدَهَا بِهِ مِنَ الْآيَاتِ الْعَقْلِيَّةِ وَالْكَوْنِيَّةِ ، وَهُوَ مَثَلُ مَنْ آتَاهُ اللهُ آيَاتَهُ فَكَانَ عَالِمًاً بِهَا حَافِظًاً لِقَوَاعِدِهَا وَأَحْكَامِهَا ، قَادِرًا عَلَى بَيَانِهَا وَالْجَدَلِ بِهَا ، وَلَكِنَّهُ لَمْ يُؤْتَ الْعَمَلَ مَعَ الْعِلْمِ ، بَلْ كَانَ عَمَلُهُ مُخَالِفًا لِعِلْمِهِ تَمَامَ الْمُخَالَفَةِ ، فَسُلِبَهَا ; لِأَنَّ الْعِلْمَ الَّذِي لَا يُعْمَلُ بِهِ لَا يَلْبَثُ أَنْ يَزُولَ ، فَأَشْبَهَ الْحَيَّةَ الَّتِي تَنْسَلِخُ مِنْ جِلْدِهَا وَتَخْرُجُ مِنْهُ وَتَتْرُكُهُ عَلَى الْأَرْضِ ( وَيُسَمَّى هَذَا الْجِلْدُ المِسْلَاخَ ) أَوْ كَانَ فِي التَّبَايُنِ بَيْنَ عِلْمِهِ وَعَمَلِهِ كَالمُنْسَلِخِ مِنَ الْعِلْمِ التَّارِكِ لَهُ ، كَالثَّوْبِ الْخَلِقِ يُلْقِيهِ صَاحِبُهُ ، وَالثُّعْبَانُ يَتَجَرَّدُ مِنْ جِلْدِهِ حَتَّى لَا تَبْقَى لَهُ بِهِ صِلَةٌ .. لقد لَحِقَهُ الشَّيْطَانُ ، فَأَدْرَكَهُ وَتَمَكَّنَ مِنَ الْوَسْوَسَةِ لَهُ ، إِذْ لَمْ يَبْقَ لَدَيْهِ مِنْ نُورِ الْعِلْمِ وَالْبَصِيرَةِ مَا يَحُولُ دُونَ قَبُولِ وَسْوَسَتِهِ ، وَأَعْقَبَ ذَلِكَ أَنْ صَارَ مِنَ الْغَاوِينَ ، أَيِ الْفَاسِدِينَ الْمُفْسِدِينَ .
ويقول الإمام الرازيّ في تفسيره : " وهذه الآية من أشدّ الآيات على أصحاب العلم ، وذلك لأنّه تعالى بعد أن خصّ هذا الرجل بآياته وبيّناته ، وعلمه الاسم الأعظم ، وخصّه بالدعوات المستجابة ، لما اتّبع الهوى انسلخ من الدين وصار في درجة الكلب ، وذلك يدلّ على أنّ كلّ من كانت نعم الله في حقه أكثر ، فإذا أعرض عن متابعة الهدى ، وأقبل على متابعة الهوى ، كان بعده عن الله أعظم ، وإليه الإشارة بقوله عليه الصلاة والسلام : « من ازداد علماً ، ولم يزدد هدىً لم يزدد من اللَّه إلاّ بعداً » أو لفظ هذا معناه . ثمّ قال تعالى : « فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ » قال الليث : اللهث هو أن الكلب إذا ناله الإعياء عند شدّة العَدو وعند شدّة الحر ، فإنّه يدلع لسانه من العطش .
أمّا قوله تعالى : « إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ » ؛ فالمعنى أنّ هذا الكلب إن شُدَّ عليه وهُيّج لهث وإن ترك أيضاً لهث ، لأن ذلك الفعل القبيح طبيعة أصليّة له ، فكذلك هذا الحريص الضالّ إن وعظته فهو ضالّ ، وإن لم تعظه فهو ضالّ ، لأنّ ذلك الضلال والخسارة عادة أصليّة وطبيعة ذاتيّة له " .
ويقول سيّد رحمه الله : " إنّه مشهد من المشاهد العجيبة ، الجديدة كلّ الجدّة على ذخيرة هذه اللغة من التصوّرات .. إنسان يؤتيه الله آياته ، ويخلع عليه من فضله ، ويكسوه من علمه ، ويعطيه الفرصة كاملة للهدى والاتصال والارتفاع .. ولكنّه ينسلخ من هذا كلّه انسلاخاً . ينسلخ كأنّما الآيات أديم له متلبس بلحمه فهو ينسلخ منها بعنف وجهد ومشقة ، انسلاخ الحي من أديمه اللاصق بكيانه .. أو ليست الكينونة البشرية متلبسة بالإيمان باللّه تلبس الجلد بالكيان ؟ .. ها هو ذا ينسلخ من آيات الله ويتجرد من الغطاء الواقي ، والدرع الحامي ، وينحرف عن الهدى ليتبع الهوى ، ويهبط من الأفق المشرق ، فيلتصق بالطين المعتم ، فيصبح غرضا للشيطان ، لا يقيه منه واق ، ولا يحميه منه حام فيتبعه ويلزمه ويستحوذ عليه .. ثمّ إذا نحن أولاء أمام مشهد مفزع بائس نكد .. إذا نحن بهذا المخلوق ، لاصقاً بالأرض ، ملوثاً بالطين. ثمّ إذا هو مسخ في هيئة الكلب ، يلهث إن طورد ويلهث إن لم يطارد .. كلّ هذه المشاهد المتحركة تتتابع وتتوالى والخيال شاخص يتبعها في انفعال وانبهار وتأثر .. فإذا انتهى إلى المشهد الأخير منها .. مشهد اللهاث الذي لا ينقطع .. سمع التعليق المرهوب الموحي ، على المشهد كله : « ذلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِنا فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ. ساءَ مَثَلًا الْقَوْمُ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِنا وَأَنْفُسَهُمْ كانُوا يَظْلِمُونَ » .. ذلك مثلهم ! فلقد كانت آيات الهدى وموحيات الإيمان متلبسة بفطرتهم وكيانهم وبالوجود كله من حولهم .. ثم إذا هم ينسلخون منها انسلاخاً . ثمّ إذا هم أمساخ شائهو الكيان ، هابطون عن مكان « الإنسان » إلى مكان الحيوان .. مكان الكلب الذي يتمرغ في الطين .. وكان لهم من الإيمان جناح يرفون به إلى عليين ، وكانوا من فطرتهم الأولى في أحسن تقويم ، فإذا هم ينحطون منها إلى أسفل سافلين ! « ساءَ مَثَلًا الْقَوْمُ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِنا وَأَنْفُسَهُمْ كانُوا يَظْلِمُونَ ! » ..
وما أكثر ما يتكرر هذا النبأ في حياة البشر ما أكثر الذين يعطون علم دين اللّه ، ثم لا يهتدون به ، إنما يتخذون هذا العلم وسيلة لتحريف الكلم عن مواضعه ، واتباع الهوى .. هواهم وهوى المتسلطين الذين يملكون لهم في وهمهم عرض الحياة الدنيا .
ولقد رأينا من هؤلاء من يكتب في تحريم الربا كله عاما ثم يكتب في حله كذلك عاما آخر .. ورأينا منهم من يبارك الفجور وإشاعة الفاحشة بين الناس ، ويخلع على هذا الوحل رداء الدين وشاراته وعناوينه .. فماذا يكون هذا إلاً أن يكون مصداقاً لنبأ الذي آتيناه آياتنا ، فانسلخ منها ، فأتبعه الشيطان فكان من الغاوين ؟
وماذا يكون هذا إلاّ أن يكون المسخ الذي يحكيه اللّه سبحانه عن صاحب النبأ : « وَلَوْ شِئْنا لَرَفَعْناهُ بِها ، وَلكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَواهُ. فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ ! » .. ولو شاء اللّه لرفعه بما آتاه من العلم بآياته. ولكنه سبحانه لم يشأ ، لأن ذلك الذي علم الآيات أخلد إلى الأرض واتبع هواه ، ولم يتبع الآيات ..
إنّه مثل لكلّ من آتاه الله من علم الله فلم ينتفع بهذا العلم ، ولم يستقم على طريق الإيمان ، وانسلخ من نعمة الله ، ليصبح تابعاً ذليلاً للشيطان ، ولينتهي إلى المسخ في مرتبة الحيوان ! والإنسان الذي لا يتبع منهج الله يكون مضطرب الحركة في الحياة ، حتى وإن كان في نعمة ، لأنّه معزول عن الله ، وما دام معزولاً عن الله تجده دائم التساؤل : أيدوم لي هذا النعيم أو لا يدوم ؟ إنّه يعيش دائماً في قلق ورعب .. ومثله كالكلب يلهث حال راحته ، ويلهث حال تعبه .
ثمّ نقف أمام هذا النبأ والتعبير القرآني عنه وقفة أخرى .. إنّه مثل للعلم الذي لا يعصم صاحبه أن تثقل به شهواته ورغباته فيخلد إلى الأرض لا ينطلق من ثقلتها وجاذبيتها وأن يتّبع هواه فيتبعه الشيطان ويلزمه ويقوده من خطام هذا الهوى ..
ومن أجل أنّ العلم لا يعصم يجعل المنهج القرآني طريقه لتكوين النفوس المسلمة والحياة الإسلامية ، ليس العلم وحده لمجرد المعرفة ، ولكن يجعل العلم عقيدة حارة دافعة متحركة لتحقيق مدلولها في عالم الضمير وفي عالم الحياة أيضاً ..
إنّ المنهج القرآني لا يقدم العقيدة في صورة «نظرية» للدراسة .. كذلك هولا يقدّم هذا الدين دراسات في «النظام الإسلامي» ولا في «الفقه الإسلامي» ولا في «الاقتصاد الإسلامي» ولا في «العلوم الكونية» ولا في «العلوم النفسية» ولا في أيّة صورة من صور الدراسة المعرفية ! إنّما يقدّم هذا الدين عقيدة دافعة دافقة محيية موقظة رافعة مستعلية تدفع إلى الحركة لتحقيق مدلولها العمليّ فور استقرارها في القلب والعقل ، وتحيي موات القلب فينبض ويتحرك ويتطلع ، وتوقظ أجهزة الاستقبال والاستجابة في الفطرة فترجع إلى عهد الله الأول وترفع الاهتمامات والغايات فلا تثقلها جاذبية الطين ، ولا تخلد إلى الأرض أبداً .
ويقدمه منهجاً للنظر والتدبر يتميز ويتفرد دون مناهج البشر في النظر ، لأنّه إنّما جاء لينقذ البشر من قصور مناهجهم وأخطائها وانحرافها تحت لعب الأهواء ، وثقلة الأبدان ، وإغواء الشيطان ! ويقدّمه ميزاناً للحق تنضبط به عقول الناس ومداركهم ، وتقاس به وتوزن اتجاهاتهم وحركاتهم وتصوراتهم ، فما قبله منها هذا الميزان كان صحيحاً لتمضي فيه وما رفضه هذا الميزان كان خاطئاً يجب الإقلاع عنه.